هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.




 
الرئيسيةالتسجيلأحدث الصوردخول

 

 احم احم ..

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
فوشيــآ




انثى عدد الرسائل : 39
الموهبة : 6
تاريخ التسجيل : 24/06/2008

احم احم .. Empty
مُساهمةموضوع: احم احم ..   احم احم .. Emptyالإثنين أكتوبر 06, 2008 11:03 pm

السلام عليكم ورحمة الله وبركـاته


اللي دخل الله يحيه .. واللي مادخل اللي الله يحيه برضوا ..


طبعــا انا حأحط روآيه عجبتني واتمنى انكم تشـآركوني فيهـآ ..


وانا اوعدكم إنها حتعجبكم ولو على جثتي .. >> بآيعتها lol!


لا والله من جد رهيبــه ..


حنزلها على أجزآء .. لكنها قليله وللأسف ..


وهالله هالله في الردود السنعة .. اللي تبرّد القلب ..



دمتم بخيـر


فوشيــآ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
فوشيــآ




انثى عدد الرسائل : 39
الموهبة : 6
تاريخ التسجيل : 24/06/2008

احم احم .. Empty
مُساهمةموضوع: رد: احم احم ..   احم احم .. Emptyالإثنين أكتوبر 06, 2008 11:07 pm

ملحمه الصمت هي اولى رواياتي ... بل هي الوحيده

بدات كتابتها منذ سنه ونصف السنه ... ثم تركتها ولم اكملها

...
هي ليست بالرائعه الادبيه ... هي احداث جثمت على صدري واجبرتني على كتابتها ...
كانت تطاردني في حلي وترحالي ..

حتى افرغت مشاهدها ... وملئت بها بياض اوراقي

انشلت شخصياتها من حياتهم الحقيقه والقيت بهم في مسرحي

واسميته .... ملحمه الصمت
قسمتها بعشوائيه الى اجزاء ثمنيه.. كلا منها ينتهي حيث توقف قلمي


همسه الى اصحاب الاقلام الحاده ....


ترفقوا
احم احم .. 7yaho







الجزء الاول



"يا عمري أنا .. يا روحي أنا .. يا ريتك هنا وياي .. حياتي أنا عذاب و..."
امتدت تلك الانامل الحريريه الى الجوال في محاوله يائسه لاسكاته .. وما هي الا لحظات حتى عاود الرنين بتلك النغمه المثيره للأعصاب .. انها النغمه التي خصصتها جنى لود .. لكثره ما تردد ود تلك الاغنيه
قالت جنى بانفعال : يا الهي يا ود كم انت مزعجه ألا تيأسين أبداً.
جاءها صوت ود من الطرف الاخر .. صوت فتاه تحسبها لاول وهله في السابعه من عمرها
-جنى ايتها الكسوله لا أصدق هذا أمازلتي نائمه؟
-بفضلك .. لا
ماذا عن موعدنا ؟؟؟
أي موعد ؟؟؟
سيقتلك البراء .. والله سيقتلك .
تذكرت جنى الموعد وقفزت من السرير فزعه .. يا الهي يا ود لقد نسيت تماماً .. آسفه لحظات واكون عندكما
لا تتاخري بالله عليكي البراء ينتظرنا بالاسفل ..
غسلت جنى وجهها بسرعه .. وفتحت خزانه ملابسها .. ووقفت في حيره .. فقد تكدست خزانتها بشتى انواع الملابس مروراً بجميع الماركات .. حتى ان الكثير منها لم يبلس بعد .. مدت يدها وتحرت في اللبس الذي انتقته الراحه وليس الاناقه . قالت في نفسها : لن يراني احد على ايه حال .. فسالبس العباءه
وقفت امام المرآه وتبسمت في عذوبه فقد تذكرت البراء كم هو متحمس بشان اليوم .. لقد اشترى سياره جديده وأصر على ان تكون جنى اول من تركبها ..
أمسكت بقلم الكحل و وضعت خط رفيع تحت عينيها .. لم تكن تحتاج جنى لاي لمسه مكياج
فجمالها رباني .. لقد كانت جميله بحق .. تتفجر انوثه .. عيناها واسعتين .. خضراوتين .. تخفي خلفها حزن عميق .. يستطيع الرائي ان يستشفه بسهوله .. فهي كالكتاب المفتوح .. وجهها أبيض كالقمر .. تنسدل عليه خصلات شعرها الفاحم في عشوائيه تزيدها سحر على سحر .. وجنتيها كشطري رمان
وفمها ورده حمراء لا يتوقع احد ان ينطق الا بكل ما هو عذب
جمالها يدير الاعناق .. ويعلق العيون .. .. ويسلب الالباب
جمعت فتنه الغرب وسحر الشرق في وجه كالقمر ..
رمت على قدها المياس عباءه انيقه مطرزه بنعومه باللون الزهري .. وهمت بالخروج من غرفتها .. استوقفتها صوره لمراه شقراء تحتضن بين يديها رضيعا .. علقتها جنى على حائط غرفتها ..
تاملتها بصمت للحظات .. ثم قالت .. لا لا ليس اليوم .. لن تفسدي علي يومي .. لن اسمح لكي
نزلت السلالم على عجل .. كانت لا ترى امامها .. اغوروقت عيناها بالدموع .. فاصدمت بابيها ..
انه الكابتن مازن .. رجل قصير القامه .. بسيط الملامح .. لا يمتلك اي جذابيه او او وسامه .. لم ترث عنه جنى الا شعره الفاحم الذي علته خصلات بيضاء .. يمتلك حس فكاهه عالي
مهلاً يا صغيرتي لم كل هذه العجله ؟؟؟
أبي حبيبي .. طوقته جنى بذراعيها وطبعت قبله قويه على خده
يجب أن أذهب فلقد وعدت ود والبراء أن أخرج معهما اليوم .. تعلم لقد اشترى البراء سياره جديده ويريد أن يتباهى بها أمامنا
علت ضحكه الكابتن مازن ..: هههههههههه وأخيرا تجاوز عقدته
قالت جنى رافعه يديها متصنعه القلق : لطفك يا رب .. فهذه أول مره يستلم فيها مايكل شوماخر عجله القياده من بعد سنه كامله .
استمر الكابتن مازن بالقهقهه .. ثم صمت للحظه .. ونظر الى وجه ابنته الجميل ..
آآه يا قره عيني .. اذاً لن أشبع ناظري اليوم برؤيتك
(قره عيني ) هذا ما يحلو للسيد مازن ان يدعو به جنى .. فهي ابنته الوحيده .. محور حياته .. غمرها بالحب وافسدها بالدلال .. حاول جاهداً أن يكون اباها وأمها .. في خلال سنوات عمرها السبعه عشر .. كان يحبها كما لم يحب أحداً ابنته .. فرضت عليه طبيعه عمله كطيار أن يبتعد عنها .. في كل مره يضطر فيها الى السفر ينفطر قلبه لفكره فراقها .. ولكنه يعشق الطيران ... ويحس بدوار الارض مالم يحلق عالياً في السماء ..
كان ينام قرير العين في بلد الغربه .. لانه يعرف أن عائله السيد عبدالمجيد ترعى جنى وبالاخص زوجه السيد عبدالمجيد أم البراء .. امرأه لو وزعت حنانها على الكون كله لفاض ..
علت تلك النغمه من جديد ..
قطبت جنى حاجبيها وقالت .. انها ود يجب أن أخرج لها والا ذبحتني ..
لوح لها السيد مازن مودعاً .. سمعت صوته من بعيد
انتبهي على نفسك يا صغيرتي ..
سياره ميني كوبر صفراء كانت قابعه أمام فيلا الكابتن مازن .. وقد جلس خلف المقود شاب في ربيعه العشرون .. فارع الطول .. حنطي البشره .حليق الذقن.. تمزق وجهه بين براءه الطفوله .. وقسوه الرجوله .يميزه انفه السيفي...أما عينيه بأهدابها الكثيفه فهي تتحدث عن البيداء وجمالها .. يكفي أن يبستم حتى تشعر بألفه في تقاسيم وجهه.. انه البراء .. وبجانبه أخته ود .. جيران جنى وأصدقاء طفولتها.
ركبت جنى في المقعد الخلفي .. وهتفت ود : صباح الخير يا ست الحسن .. أتقى الله يا جنى .. لا ينام أحداً كما تنامين .
ردت جنى : دعيني يا ود أختزن ما أقدر عليه من النوم ..فقد بدأت الاجازه لتوها و لا تنسي أن السنه القادمه ستكون كبيسه
نظر اليها البراء من المرآه وقال : لا عليكي يا جنى .. انني موجود .. اذا احتجتي أي شئ فباب بيتنا مفتوح امامك .. وعموما الثانويه العامه ليست بالصعوبه التي تتخيلين ..
همت جنى بأن تشكره على لطفه .. ولكن ود قفزت كعادتها وقاطعتها .. بالله اهتم بشؤونك الخاصه
أولا جنى أدبي وأنت علمي
ثانياً من السهل عليك أن تقول ان الثانويه العامه ليست صعبه .. هذا لانك دافوووووور
يا ناس هل هناك أحد يتخرج بنسبه 99.99 %
نهرتها جنى .. ود قولي ماشاء الله لا قوه الا بالله .. لا تحسدي البراء .. فهذا دكتور المستقبل .
شهقت ود : دكتووووووووور .. مازال في سنته الثانيه .. صحح لها البراء المعلومه
الثالثه لو سمحتي ..
نظرت اليه ود بسخريه : كما تشاء الثالثه .. فلا تدعيه بهذا اللقب لانه مغرور بنفسه .. ولا داعي لان تزيدي هذا الغرور..
وجه البراء الحديث لجنى وكأن ود قد تلاشت من الوجود .. أخبريني يا جنى أين تودين الذهاب
قالت ود بصبيانيه : يا سلام وأنا والمقعد واحد ..
لم يكلف البراء عناء النظر اليها وضحك بسخريه .. لعلمك ايتها المزعجه لقد أخذتك معنا رفعاً للعتب وان لم تصمتي سوف القي بكي في الشارع..
تبسمت جنى وقالت : ما رأيكم لو نتغدى في تشيليز أكاد أموت من الجوع
رد البراء قبل ان تفتح ود فمها الكبير .. وهو كذلك .. الى تشيليز اذاً
عاودت ود نشاطها : براء .. الم تجد أصغر من هذه السياره ؟.؟
لم تحب ان تعذب نفسك .. والله هذه ليست بسياره انها علبه سردين
لو مرت شاحنه بقربك سوف تدهسك بالتاكيد لانها لن ترى السياره .. سوف تحسبها نمله اتحاديه
انفجر الجميع بالضحك ..
وصلوا الى تشيليز .. وكان مكتظاً بالناس وكأن جده قد خلت من المطاعم .. حتى انهم اضطروا لان ينتظروا نصف ساعه حتى تخلو احدى الطاولات .. واخيرا استدعاهم النادل الى احدى الطاولات
جلست جنى بجانب ود وجلس امامهما البراء .. جاء النادل بقوائم الطعام .. وبينما كانت جنى تحاول الاختيار وتبحث بين أصناف الاكل سمعت من خلفها أصوات مألوفه فالتفت تلقائياً .. لتجد في وجهها رائد وثله من بنات العائله الكريمه.. أدارت وجهها بسرعه ودعت في نفسها أن لا ينتبهوا لوجودها وماهي الا ثواني حتى كان رائد يقف على راسها
رائد شا ب في منتصف العشرينات .. له جسد رياضي مفتول العضلات.. أقل ما يوصف به أنه وسيم ..ناهيك عن شعره الفاحم وهي سمه تميز كل عائله الامير فله عينان عسليتان .. يعلوهما حاجبان اسودان في رسمه رجوليه ..في كل مره تراه يتفنن في حلق شاربيه بطريقه تواكب "الموضه".. أنيق لدرجه تشعرك بالغثيان .. يكفي أن تنظر الى عينيه لتحصي عدد الفتيات اللاتي وقعن في شباكه ... لعوب من الدرجه الاولى .. طفيلي يقتات على أموال امه .. يعيش في الولايات المتحده منذ سبع سنوات بحجه الدراسه التي تقع في اخر لائحه اولوياته .. يقفز جيئه وذهابا بين الغرب والشرق كما يحلو له
زرعت جنى عينيها في قائمه الطعام .. وتصنعت الانشغال التام
قال رائد بصوت مرتفع : احمم ..
رفعت جنى رأسها وتصنعت الدهشه : رائد
" أهلا ببنت الخال .. اهلا بالغاليه ابنه الغالي"

تجاهلت جنى جملته التي تحمل ورائها الكثير من المعاني وقالت :
" متى عدت من السفر"
" من حوالي اسبوع"
" رائد بالطبع تعرف ود والبراء"
نظر اليهما شذراً وقال بصوت بالكاد يسمع : نعم اعرفهما
ما رأيكي لو تنضمي الينا ؟؟
تمنت جنى لو يغرب هذا الانسان من وجهها وقالت بلطف : شكراً على الدعوه ولكن يا رائد لو كنتم حقاً تريدون دعوتي لهاتفتموني .. اعتقد ان رقم جوالي موجود عندك ولكنك لم تكلف نفسك عناء دعوتي الى هذا الاجتماع العائلي في المقام الاول.
شعر رائد بالاحراج وحاول ترقيع الموضوع قائلا : صدقيني يا جنى لقد كان صدفه .
قالت جنى في لهجه ساخره .. سبحان الله كل بنات العائله مجتمعين .. بالفعل صدفه غريبه
عموماً .. اشكرك مره ثانيه على دعوتك .. ولكني أفضل ان ابقى مع ود والبراء
احتقن وجه رائد وحاول اخفاء حنقه بابتسامه صفراء .. على راحتك يا جنى
انشغل الجميع بطلب ما لذ وطاب من المأكولات
ولكن ود ظلت صامته .. وقفزت بخيالها الى ما فوق السحاب
لاحظ براء على الفور سكوت ود المفاجئ واستغل الفرصه ليوجه مدافعه باتجاه اخته فمد يده ووضعها على جبهتها.. وقال في سخريه ..
" يالهي يا ود حرارتك مرتفعه .. لابد ان سور الصين العظيم قد انهار"
قالت جنى في حيره .." مالعلاقه ؟؟"
اتسعت عينا البراء .. " جنى ود صامته .. لا ترد حتى على تعليقاتي .. هيا بنا "
" ولكن الي اين يا براء"

" لنأخذ ود الى المشفى"
ضحكت جنى واحتضنت ود ".. حبيبتي هل انتي بخير ؟؟"
هنا فقط .. رجعت ود الى ارض الواقع ..
م م ماذا؟؟ نعم .. نعم .. انا بخير"

عادت ود الى طبيعتها حتى لا تلفت انتباههما اكثر من ذلك
رغم ان قلبها قد اخترقته سهام الحب للتو او هكذا اعتقدت
التفتت ورائها ولمحته يضحك
تنهدت تنهيده مراهقه قد وجدت فارس احلامها بعد عناء
انه رائد
هكذا هي ود رومانسيه .. ما ان ترى شابا وسيما حتى تبدا بنسج الخيالات عنه .. تتعلق به .. ومن ثم ترى غيره .. ليست بسيئه ابدا .. فكل ما تقوم به هو احلام اليقظه .. لم تجرب يوماً ان تتجاوز الخطوط الحمراء.. ورائد كغيره سيذهب حبه قريبا ادراج الرياح


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
فوشيــآ




انثى عدد الرسائل : 39
الموهبة : 6
تاريخ التسجيل : 24/06/2008

احم احم .. Empty
مُساهمةموضوع: رد: احم احم ..   احم احم .. Emptyالإثنين أكتوبر 06, 2008 11:12 pm

جلست جنى على اريكه مريحه في غرفه المعيشه .. وبدات تتنقل ما بين القنوات في ملل .. شعرت بان هذه هي اطول اجازه صيفيه مرت بها
فرغم انها قضت شهرا منها في جنوب افريقيا .. ولم يمر يوما منذ ان رجعت الى جده من غير ان تخرج فيه اما الى الاسواق او الحفلات التي لا تنتهي من اعياد الميلاد الى حفلات الزفاف . الى المطاعم والمقاهي .. الا ان الملل يكاد يقتلها
فرغم انها تملك كل شي ..الا ان المال لم يستطع ان يشتري لها دفء العائله .. احست بوحده موحشه تكاد تخنقها..نعم ود والبراء وتلك الصغيره غاليه اكثر من اخوتها والسيده منى لم تعرف جنى أماً غيرها .. لكن تظل رابطه الدم هي اقوى رابطه .. فجنى لااخوه لها ولا اخوات .. كل ما تمتلكه في هذه الدنيا هو حب ابيها .. اخذت تنظر الى صورته.. وتنهدت .. اين انت يا ابي
امكست بجوالها واتصلت بالسائق :
عبدون .. هلا جهزت السياره .. اريد ان اذهب الى السوق
توجهت جنى الى احدى اسواق جده وما اكثرها !!
اخذت تتجول في ملل .. وتنظر الى واجهات المحلات التي ازدانت بالملبوسات
لم ترغب في شراء شي
كانت تلف الطرحه بشيء من اللامبالاه .. رفعاً للعتب
فهي لا تتحجب الا عندما تخرج .. اما في المناسبات العائليه وخلافه .. فلا مكان للطرحه او الحجاب حالها حال بنات عائله الامير وان كانت جنى اكثرهن حشمه
علا صوت جوالها .. نظرت الى الشاشه .. وتلألأ اسم البراء
ردت جنى بلهفه .. فهي لم تتحدث مع احد منذ مده لا بأس بها
اهلا براء
اين انتي يا جني
اممممممم انا في السوق
اي سوق
سوق حراء
جنى لحظات واكون عندك .
ارادت جنى ان تستوقفه .. فهي لا تريده ان يتواجد معاها في مكان عام
فجنى تعرف جيدا مقدار جمالها .. وتعرف انه من سابع المستحيلات ان تتواجد في مكان كهذا من غير ان يرميها شاب بغزل صريح او مبطن
واذا ما حصل هذا في وجود البراء ... فتلك هي الكارثه
استمرت جنى بالتجول على غير هدى
ولكن هذه المره كانت متوتره وبدات تطقطق اصابعها بقلق
تناهى الى مسامعها صوت من خلفها
لماذا القلق ايتها الحسناء
؟؟؟؟؟؟؟
اتنتظرين احداً
لم ترد جنى ولم تلتفت
اقترب منها اكثر واكثر
ياله من محظوظ ذلك الشاب الذي حظي بك
انك الجمال يمشي على رجلين
استمر الشاب الوقح بالقاء الغزل على مسامع جنى .. ومن يلومه ؟؟
فتاه صارخه الجمال .. تلبس عباءه كانها فستان .. وتضع الطرحه وقد غطت جزء بسيط من شعرها
تتجول وحيده وعلى ملامحها يبدو القلق.. في هذا المجتمع .. من المباح ان يفعل الشاب بفتاه كهذه ما يريد
فهي في نظره رخيصه و غير محترمه .. وهي من جلبته لنفسها بخروجها بهذا المنظر..
امتدت يد وامسكت بالشاب من كتفه .. مارأيك لو تترك الانسه وشأنها
سمعت جنى صوت البراء .. اغمضت عينيها بقوه .. واحست بالدوار..
التفت الشاب وقال بوقاحه : ما رايك انت لو تهتم بشؤونك الخاصه .. واذا كان الامر متعلق بالانسه .. فانتظر دورك ..
ارتفعت قبضه البراء وهم بلكم الشاب في وجهه .. الا ان جنى صرخت
برااااااء توقف ارجوك ..
نظر براء الى الشاب الذي اصبح يرتجف كورقه بين يديه
وامسك به من ثوبه ..قال وكأن الشيطان قد تلبسه:
اسمع لو فكرت حتى ان تنظر باتجاهها .. مجرد تفكير .. سوف اقتلع عيناك من مكانها أسمعت
ابتلع الشاب ريقه وأومأ بالايجاب وقد ادرك حجم المأساه التي وضع نفسه فيها .. فهذا الشاب لا يمكن ان يكون الا اخاها .. ما ان تركه البراء حتى اطلق ساقيه للريح
اقترب البراء من جنى التي كانت على وشك البكاء .. وقد تحول في ثواني من شيطان مستعد لقتل ذلك الشاب الى ملاك حاني .. ربت على كتف جنى ..
آسف يا جنى .. سا محيني .. فانتي بالنسبه لي مثل ود
وغلاوتك تفوق غلاوتها .. لا احتمل ان ارى احدا يضايقك او حتى ان ينظر اليك
ابتسمت جنى وقالت" لا عليك"
"هيا بنا مالذي تريدين شراءه "
"لم آتي لشراء شي .. بل اردت تغليف هديه ابي"
"اذا هيا بنا .. واخبري السائق بان يعود الى المنزل .. فانا ساوصلك"
توجها معا الى" بايبر مون " محل مشهور بتغليف الهدايا
من المثير للسخريه ان سعر التغليف يفوق احيانا سعر الهديه نفسها .. ولكن هذا لايهم .. ففلسفه المظاهر طغت على كل شئ .. واعمت حتى العقل من التفكير المنطقي
في الطريق الى المنزل كانت جنى شارده الذهن .. تفكر في الذي حصل بالسوق .. أحقاً يعتبرني مثل أخته ؟؟؟
اذا لماذا احس بأنه يعتبرني أكثر من ذلك بكثير
هل هذا هو ما أتمناه ..؟؟
عادت جنى اثنى عشر سنه الى الوراء .. الى ذلك اليوم من طفولتها .. ترى لماذا طبع هذا اليوم بالذات في ذاكرتها .. مع انها لاتتذكر الكثير من طفولتها .. لقد انتقلوا للتو الى الفيلا الجديده بعد ان قضوا السنوات الاربعه الماضيه في بيت العائله البغيض .. تكاد تشتم رائحه الطلاء الفواحه .. وحتى رائحه الاثاث الجديد .. تركض في الانحاء بفرح ويشاركها الفرحه اولاد عمتها الثلاثه " رائد ومؤيد وميدو
صوت عمتها حياه يرن في أذنيها .. جنى حبيبتي لا تؤذي نفسك ..
جرس الباب يرن .. ترى من عند الباب .. بفضول الطفوله ..انطلقت الى الباب لتفتحه ...
"ما شاء الله لا قوه الا بالله .. ما اسمك يا حلوه ؟؟"
وضعت جنى اصبعها في فمها .. وقالت بحياء ..جنى
ابتسامه اضاءت وجه السيده منى وانحت لتقبل جنى
اطلت العمه حياه براسها .. يا اهلا يا مرحبا
قالت السيده منى " اهلا بكي .. انا جارتكم ام البراء .. احببت ان ارحب بكم في حينا "
"تفضلي يا عزيزتي اهلا بك في منزلنا "
كانت عينا جنى معلقه بوجه السيده منى .. سيده سمراء البشره بسيطه الملامح .. عيناها واسعتان ويزين خديها غمازتين لهما جاذبيه ملفته .. لاتعرف مالذي شدها لها .. ولكنها انبهرت بها .. تمنت في سرها لو كانت امها
دخلت السيده منى واطل من خلفها رأسين صغيرين
فتاه تمسك عباءه امها في استحياء .. وصبي لم تنتبه جنى لوجوده
اخذت السيدتان تثرثران في الصالون الرئيسي ..
والاطفال يلعبون في الحديقه .. اخذت جنى تلعب مع ود في غبطه فمحيطها كان دوما مليء بالصبيان وقد تكون ود اول فتاه في مثل سنها تتواجد برفقتها هذه المده الطويله نسبيا
ولكن مؤيد الذي يجري في دمه ايذاء الناس .. وحتى الحشرات .. عكر صفوهما
واخذ الدميه التي كانت تلهو بها جنى بالقوه .. لم تملك جنى الا ان تبكي .. مؤيد اعطني دميتي
"خذيها ان استطعتي "
صبي طويل القامه وقف امام مؤيد .. لكزه .. واخذ منه الدميه .. ردها الى جنى والابتسامه تعلو وجهه .. اتسعت عينا جنى .. انها اول مره ترى فيها البراء .. وقد دافع عنها للتو .. ولاول مره ترى مؤيد يبكي .. بعد ان اعتاد على جعلها تذرف الدموع .. احست بنشوه .. احست بالانتصار .. والاهم من ذلك انها احست بالامان .. من يومها اصبح البراء صخرتها .. اصبح في نظرها سوبر مان ..
ليس عليها ان تقلق بعد الان مادام في جوارها


قطع البراء حبل أفكارها
"جنى .. ما بك ؟؟ امازلتي غاضبه مني ؟؟"
"ابتسمت جنى .. لا يا براء لست غاضبه"
"اذاً هل تسمحين لي بأن أتكلم معكي بكل صراحه ؟؟"
"تفضل.."
جنى .. يحز في نفسي أن اراكي غير متحجبه .. جنى اسمعيني .. أعرف بأن هذا ما تربيتي عليه .. أن الحجاب حريه شخصيه .. ولكن يا عزيزتي .. ألم يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم
" ما كان لمؤمن ولا مؤمنه اذا قضى الله ورسوله امراً أن يكون لهم الخيره من أمرهم"
فقد فرض الله الحجاب .. وانتي لست مخيره ..
الحجاب لن ينقص من جمالك او اناقتك شيء بل ستزدادين جمالاً بنور الايمان
سأقول لكي سراً .. والله لا يهنأ لي بال عندما تخرجين بمفردك .. أحس بان الجميع ينظرون اليكي كلقمه سائغه .. كفتاه غير محترمه.. فاشتاط غضباً .. انهم لا يعرفونك .. ولا يعرفون اي ملاك انتي
بالله يا جنى أكملي هذه الطهاره وزينيها بالحجاب .. فالورده اذا استنشق من عبيرها كل من هب ودب ..ذبلت .. واصبحت بلا رائحه .. وما احسبك الا اجمل ورده ..
وفي النهايه القرار يعود اليكي .. فانتي كاختي كما قلت لكي
لم تنبس جنى بكلمه .. بل رنت كلمه اختي في اذنيها .. حتى كادت تصيبها بالصمم .. لم يصر على ترديدها .. ولم اتالم عندما اسمعها ..
جنى .. جنى ..
"خيرا ان شاء الله يا براء .. سافكر جيدا بما قلت .. سوف تحضر حفله عيد ميلاد ابي اليس كذلك"
"باذن الله"
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
فوشيــآ




انثى عدد الرسائل : 39
الموهبة : 6
تاريخ التسجيل : 24/06/2008

احم احم .. Empty
مُساهمةموضوع: رد: احم احم ..   احم احم .. Emptyالإثنين أكتوبر 06, 2008 11:17 pm

صوت بكاء طفله يكاد يشق عنان السماء ... تركت على السرير ..
انها المرأه الشقراء تصرخ في وجه ابيها .. بكلمات غير مفهومه .. الحيره سيطرت على وجه السيد مازن .. ومازلت تلك المرأه تصرخ ..
نظرت باتجاه الطفله بغضب .. واتجهت نحو الباب .. خرجت واقفلته ورائها بقوه ليصدر صوت هادر كاد يزلزل الغرفه .. جلس السيد مازن على طرف السرير ووضع راسه بين يديه .. كانه يبكي .. ولكن صوت الطفله الباكي اجبره على النهوض .. فحملها بين ذراعيه بكل حنان .. لا باس عليكي يا قره عيني لا باس
استيقظت جنى .. والعرق يتصبب منها .. وانفاسها قد انقطعت .. نظرت حولها في رعب .. وكانها ترى غرفتها لاول مره .. استغرق الامر عده دقائق حتى تعود الطمئنينه الى قلبها .. تنفست الصعداء .. وضمت ساقيها الى صدرها .. اخذت تحدث نفسها .. يا الهي لا يفتء هذا الكابوس المريع يطاردني .. قامت من على سريرها بتثاقل ..
اليوم الخميس .. هتفت بمرح "اليوم عيد ميلاد أبي "
أخذت حماماً على عجل .. وارتدت ملابسها .. وقفت امام تسريحتها ولكن هذه المره لم تضع على وجهها شيء.. خرجت من الغرفه و نادت في ارجاء المنزل .. اريكا اريكا
اسرعت الخادمه الخطى لتلبي نداء جنى
"نعم آنستي "
" أين ابي .. "
" لقد ذهب الى منزل الجده ميمونه .. وطلب مني ان لا أوقظك .. "
اشارت لها جنى بالانصراف ..
وماهي الادقائق حتى كانت تطرق باب منزل السيد عبدالمجيد
فتحت لها ود .. وكان شعرها مبلل .. وفي يديها المجفف
"ود ألم تتجهزي بعد ؟؟"
" لحظات يا جنى واكون جاهزه .. دعيني اضع اللمسات الاخيره "
نزعت جنى عباءتها
"ما رايك يا ود "
اخذت جنى تدور بدلال
فتحت ود فمها ببلاهه .."جنى .. هل تمزحين معي ؟؟ .. والله سيجن البراء من الفرحه "
" ولكن أين هو خذيني اليه "
صعدت جنى السلالم على عجل .. ودخلت الى غرفه المكتب حيث كان يقبع البراء خلف مكتبه
اسندت نفسها على الباب واخذت تتأمله .. لقد مضى اول اسبوعين من الدراسه .. وها هو براء غارقا في بحر الكتب الطبيه .. تنحنحت فرفع راسه ونظر باتجاهها
قفز من كرسيه .. " يالهي لا اصدق عيناي .. تبدين اجمل من اي وقت مضى.. كم انا فخور بك "
لقد قررت جنى ارتداء الحجاب اخيرا .. كانت ترتدي بلوزه فضفاضه طويله تصل الى ركبتيها .. مقلمه باللون السماوي والابيض .. وبنطال جينز .. وقد لفت الطرحه السماويه بعنايه حول راسها ..
اقتربت منه على استحياء .. وجلست على حافه المكتب
" والله يا جنى أكاد أطير من الفرحه.. ولكن أتمنى أن يكون قرارك هذ نابعاً من قناعه داخليه .. وليس مجرد وسيله لاسكاتي "
" صدقني .. لم احس بمثل الراحه التي احسستها يوم قررت وضع الحجاب"
اشرق وجهه واخذ ينظر اليها ..
ازداد تورد وجنتيها .. وهمست بخجل
" براء كف عن النظر الي .. وجهز نفسك للخروج"
انتبه البراء الى الطريقه التي كان يحدق بها اليها.. واشاح بنظره بسرعه
" جنى لن أحضر حفل عيد ميلاد عمي مازن "
قالت بنبره طفله قد خاب املها بالحصول على مرادها
" ولكن لماذا؟؟؟؟؟؟؟؟؟"
تجنب النظر الى عينيها حتى لا تكشف كذبه
" علي أن اذاكر يا جنى .. أعرف انه لم يمضي الا اسبوعين منذ بدء الدراسه .. ولكنك لن تصدقي الكم الهائل من المعلومات التي حشيت في رؤسنا خلال هذه المده القصيره ... هذه السنه بالذات لا تحمتل ان اضيع يوماً واحد .. آسف يا جنى لكم وددت الحضور "
" كرمى لي يا براء "
"كرمى لعينيكي افعل المستحيل ..ولكن اعذريني هذه المره "

لم ينتبه البراء الى الكلمات التي وجهها لجنى الا بعد ان لاحظ انها تكاد تنفجر من الخجل
شعر بالفزع .... وتدارك الموقف
" آسف .. ما كان ينبغي ان اتفوه بمثل هذه الكلمات .. سامحيني "
نظرت باتجاه ود التي كانت تقف امام المرآه وتصنعت اللامبالاه .. وفي الحقيقه كاد قلبها ان يخترق صدرها..
" يفعل المستحيل لاجلي " تبسمت رغماً عنها ونست خيبه الامل التي ولدها اعتذاره عن حضور الحفله.. ودعته وخرجت مع ود
لم تكن الدراسه يوما عائقا امام حياه براء الاجتماعيه .. فقد كان ماهراً في تنظيم وقته .. وكان بامكانه حضور الحفله .. ولكن السبب الحقيقي وراء احجامه هو شعور الغيره الذي ينهش صدره كلما رأى اقارب جنى والطريقه التي يتعاملون بها معها
وقف امام النافذه وراقب الفتاتين وهما تهمان بركوب السياره .. تعلقت عينيه بها .. رجع الى كرسيه .. اسند راسه واخذ يفكر بعمق .. " متى تعرفين كم احبك ؟؟ لالا .. تعجز كلمه الحب أن تصف شعوري نحوك .. اثنى عشره سنه .. لم ارى فيها سواكي .. طيفك يرافقني في كل مكان .. أما آن لي ان اعترف لكي باني اهواكي .. اعيش من اجلك .."
سرت قشعريره في جسده .. فمجرد التفكير بصدها له تكاد تطرحه صريعا .. لطالما احب البراء جنى ..حتى انه قبل بجامعه فهد للبترول والمعادن .. ولكنه تخلى عن احلامه ودخل كليه الطب ... فقط ليظل قريبا منها .. لم يكن على قدر كبير من الجرأه .. لذلك لم يحاول يوما التلميح لها .. الا في بعض المناسبات عندما تخرج الكلمات بتلقائيه لتلامس قلبها من غير قصد ..كما حدث قبل قليل .. لم يكن ينظر لجمالها ابداً .. وقد تحسبون اني ابالغ اذا قلت بانه لم يهتم لمقدار حسنها .. عندما ينظر لعينيها لايرى خضرتهما .. ولكنه يرى مسحه الحزن فيهما .. يرى اعماق روحها .. فيزداد ولعه بها ... هو الوحيد في هذا العالم الذي يمكن ان اقول عنه بانه على اتصال مع ذات جنى مع هويتها الحقيقيه ..
... نظر الى كتاب الباثولوجي .. المفتوح على مصرعيه .. فلم يرى الا وجهها ...
يا الهي كم انا مسرور .. لقد ازاحت هماً ثقيلا عن قلبي .. تلك الجنى ... شاغله عقلي وتفكيري .. في الحضور والغياب


[b]
[size=16][center]صوت بكاء طفله يكاد يشق عنان السماء ... تركت على السرير ..
انها المرأه الشقراء تصرخ في وجه ابيها .. بكلمات غير مفهومه .. الحيره سيطرت على وجه السيد مازن .. ومازلت تلك المرأه تصرخ ..
نظرت باتجاه الطفله بغضب .. واتجهت نحو الباب .. خرجت واقفلته ورائها بقوه ليصدر صوت هادر كاد يزلزل الغرفه .. جلس السيد مازن على طرف السرير ووضع راسه بين يديه .. كانه يبكي .. ولكن صوت الطفله الباكي اجبره على النهوض .. فحملها بين ذراعيه بكل حنان .. لا باس عليكي يا قره عيني لا باس
استيقظت جنى .. والعرق يتصبب منها .. وانفاسها قد انقطعت .. نظرت حولها في رعب .. وكانها ترى غرفتها لاول مره .. استغرق الامر عده دقائق حتى تعود الطمئنينه الى قلبها .. تنفست الصعداء .. وضمت ساقيها الى صدرها .. اخذت تحدث نفسها .. يا الهي لا يفتء هذا الكابوس المريع يطاردني .. قامت من على سريرها بتثاقل ..
اليوم الخميس .. هتفت بمرح "اليوم عيد ميلاد أبي "
أخذت حماماً على عجل .. وارتدت ملابسها .. وقفت امام تسريحتها ولكن هذه المره لم تضع على وجهها شيء.. خرجت من الغرفه و نادت في ارجاء المنزل .. اريكا اريكا
اسرعت الخادمه الخطى لتلبي نداء جنى
"نعم آنستي "
" أين ابي .. "
" لقد ذهب الى منزل الجده ميمونه .. وطلب مني ان لا أوقظك .. "
اشارت لها جنى بالانصراف ..
وماهي الادقائق حتى كانت تطرق باب منزل السيد عبدالمجيد
فتحت لها ود .. وكان شعرها مبلل .. وفي يديها المجفف
"ود ألم تتجهزي بعد ؟؟"
" لحظات يا جنى واكون جاهزه .. دعيني اضع اللمسات الاخيره "
نزعت جنى عباءتها
"ما رايك يا ود "
اخذت جنى تدور بدلال
فتحت ود فمها ببلاهه .."جنى .. هل تمزحين معي ؟؟ .. والله سيجن البراء من الفرحه "
" ولكن أين هو خذيني اليه "
صعدت جنى السلالم على عجل .. ودخلت الى غرفه المكتب حيث كان يقبع البراء خلف مكتبه
اسندت نفسها على الباب واخذت تتأمله .. لقد مضى اول اسبوعين من الدراسه .. وها هو براء غارقا في بحر الكتب الطبيه .. تنحنحت فرفع راسه ونظر باتجاهها
قفز من كرسيه .. " يالهي لا اصدق عيناي .. تبدين اجمل من اي وقت مضى.. كم انا فخور بك "
لقد قررت جنى ارتداء الحجاب اخيرا .. كانت ترتدي بلوزه فضفاضه طويله تصل الى ركبتيها .. مقلمه باللون السماوي والابيض .. وبنطال جينز .. وقد لفت الطرحه السماويه بعنايه حول راسها ..
اقتربت منه على استحياء .. وجلست على حافه المكتب
" والله يا جنى أكاد أطير من الفرحه.. ولكن أتمنى أن يكون قرارك هذ نابعاً من قناعه داخليه .. وليس مجرد وسيله لاسكاتي "
" صدقني .. لم احس بمثل الراحه التي احسستها يوم قررت وضع الحجاب"
اشرق وجهه واخذ ينظر اليها ..
ازداد تورد وجنتيها .. وهمست بخجل
" براء كف عن النظر الي .. وجهز نفسك للخروج"
انتبه البراء الى الطريقه التي كان يحدق بها اليها.. واشاح بنظره بسرعه
" جنى لن أحضر حفل عيد ميلاد عمي مازن "
قالت بنبره طفله قد خاب املها بالحصول على مرادها
" ولكن لماذا؟؟؟؟؟؟؟؟؟"
تجنب النظر الى عينيها حتى لا تكشف كذبه
" علي أن اذاكر يا جنى .. أعرف انه لم يمضي الا اسبوعين منذ بدء الدراسه .. ولكنك لن تصدقي الكم الهائل من المعلومات التي حشيت في رؤسنا خلال هذه المده القصيره ... هذه السنه بالذات لا تحمتل ان اضيع يوماً واحد .. آسف يا جنى لكم وددت الحضور "
" كرمى لي يا براء "
"كرمى لعينيكي افعل المستحيل ..ولكن اعذريني هذه المره "

لم ينتبه البراء الى الكلمات التي وجهها لجنى الا بعد ان لاحظ انها تكاد تنفجر من الخجل
شعر بالفزع .... وتدارك الموقف
" آسف .. ما كان ينبغي ان اتفوه بمثل هذه الكلمات .. سامحيني "
نظرت باتجاه ود التي كانت تقف امام المرآه وتصنعت اللامبالاه .. وفي الحقيقه كاد قلبها ان يخترق صدرها..
" يفعل المستحيل لاجلي " تبسمت رغماً عنها ونست خيبه الامل التي ولدها اعتذاره عن حضور الحفله.. ودعته وخرجت مع ود
لم تكن الدراسه يوما عائقا امام حياه براء الاجتماعيه .. فقد كان ماهراً في تنظيم وقته .. وكان بامكانه حضور الحفله .. ولكن السبب الحقيقي وراء احجامه هو شعور الغيره الذي ينهش صدره كلما رأى اقارب جنى والطريقه التي يتعاملون بها معها
وقف امام النافذه وراقب الفتاتين وهما تهمان بركوب السياره .. تعلقت عينيه بها .. رجع الى كرسيه .. اسند راسه واخذ يفكر بعمق .. " متى تعرفين كم احبك ؟؟ لالا .. تعجز كلمه الحب أن تصف شعوري نحوك .. اثنى عشره سنه .. لم ارى فيها سواكي .. طيفك يرافقني في كل مكان .. أما آن لي ان اعترف لكي باني اهواكي .. اعيش من اجلك .."
سرت قشعريره في جسده .. فمجرد التفكير بصدها له تكاد تطرحه صريعا .. لطالما احب البراء جنى ..حتى انه قبل بجامعه فهد للبترول والمعادن .. ولكنه تخلى عن احلامه ودخل كليه الطب ... فقط ليظل قريبا منها .. لم يكن على قدر كبير من الجرأه .. لذلك لم يحاول يوما التلميح لها .. الا في بعض المناسبات عندما تخرج الكلمات بتلقائيه لتلامس قلبها من غير قصد ..كما حدث قبل قليل .. لم يكن ينظر لجمالها ابداً .. وقد تحسبون اني ابالغ اذا قلت بانه لم يهتم لمقدار حسنها .. عندما ينظر لعينيها لايرى خضرتهما .. ولكنه يرى مسحه الحزن فيهما .. يرى اعماق روحها .. فيزداد ولعه بها ... هو الوحيد في هذا العالم الذي يمكن ان اقول عنه بانه على اتصال مع ذات جنى مع هويتها الحقيقيه ..
... نظر الى كتاب الباثولوجي .. المفتوح على مصرعيه .. فلم يرى الا وجهها ...
يا الهي كم انا مسرور .. لقد ازاحت هماً ثقيلا عن قلبي .. تلك الجنى ... شاغله عقلي وتفكيري .. في الحضور والغياب


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
فوشيــآ




انثى عدد الرسائل : 39
الموهبة : 6
تاريخ التسجيل : 24/06/2008

احم احم .. Empty
مُساهمةموضوع: رد: احم احم ..   احم احم .. Emptyالإثنين أكتوبر 06, 2008 11:18 pm

في السياره اخذت جنى و ود يتجاذبان اطراف الحديث .. وكلا منهما في عالم آخر
جنى قد تركت قلبها حيث البراء ... وود تهفو روحها ويتسارع نبضها كلما اقتربوا من منزل الجده ميمونه حيث يقبع رائد ...
"جنى ما بك تبدين غير مسروره .. ابتهجي فاليوم عيد ميلاد عمو مازن "
ابتسمت جنى رغماً عنها عندما سمعت ذكر ابيها " اليوم انا اسعد مخلوقه في الكون .. ولكن تعرفين انني اكره الذهاب الى منزل جدتي "
"انت غريبه بحق ... واللله انني لاتمنى عائله كبيره كعائلتك يا جنى "
هنا تحولت ابتسامه جنى العذبه الى ضحكه مخنوقه
"أي عائله !!! هل تسمين مجموعه المنافين تلك عائله ... لدي اربعه عمات .. وست اعمام .. من يرانا يحسب السعاده قد ولدت في بيتنا .. ولكن جربي ان تعيشي يوما بينهم .. قلوبهم قد اعماها الحقد .. لا يتمنون الخير الا لانفسهم ... احس بانهم يكرهونني .. وبالاخص جدتي .. التي ربتني .. والتي من المفترض بها ان تكون احن خلق الله علي .. لا احد فيهم يحبني الا عمتي حياه ..
ولم يبقى احد من شبابهم الا وحاول الايقاع بي .. اما الفتيات فلا ادري مالذي فعلته لهم ... يتجنبونني كمرض الطاعون ... ولولا محبتي لابي .. لما رايتني اتلبس عباءه الذل واقدم فروض الولاء والطاعه لجدتي واولادها كل اسبوع ... لقد عشت هناك اربعه سنوات من الجحيم ... ورغم انني لم اكن افقه شيئا الا انهم استطاعوا وببراعه ايصال شعورهم نحوي .. وبانني فرد غير مرغوب به البته .. ولو كان بمقدورهم انتزاعي من حضن ابي لما قصروا "
لحظه من الصمت خيمت على الاجواء وبدت وكانها قرون .. واخيرا وصلوا الى بيت الجده .
.. فيلا متراميه الاطراف .. ممتلئه بالبشر
من كافه الاعمار .. فهاهي غرفه تكتظ بعماتها وازواجهم واعمامها وزوجاتهم .. من اراد ان يصيبه الصداع النصفي فما عليه الا ان يجلس في هذه الغرفه حيث تثرثر النساء وتتعالى اصوات الرجال .. ويصبح مهرجانا يتحدث فيه الكل من غير ان يستمع احد ..
وهاهي الحديقه ... ام اقول حديقه الحيوان ... ام الملاهي ..
كميه هائله من الاطفال ابتداء من سنه الى عشر سنوات يلمؤون جنباتها ... ضحكاتهم كما صراخهم يهز الحي هزا .. والخادمات مغلوبات على امرهم يركضون ورائهم من مكان الى مكان ... خوفا من ان يؤذوا شعره من شعراتهم الغاليه .. حينها يصبح للعقاب والجبروت بعدا اخر .. ففي عائله الامير تتفشى الساديه ... وسياسه الضرب واحيانا الضرب المبرح للخدم امرا عاديا جدا
اما الغرفه التي يعلو منها صوت الاغاني والضحكات الماجنه .. فهي غرفه ظاهرها الاخوه وباطنها لايعلمه الا الله
فتيات في عمر الزهور ... كلهن على شاكله واحده ... لفحت الشمس اجسادهن لتتركها برونزيه .. فاصبحن كالتماثيل ... يرفعن شعورهن المتعبه من كثره الاصباغ بطريقه مثيره للاعصاب .. علت الالوان وجههن باحترافيه .. الحاجبان كحاجبي شيطان غاضب .. اما الملابس فلا استطيع ان ازيد على انها تحاكي الموضه بشكل مرضي ...
في مقابل الفتيات .. شباب ... الرجوله منهم براء
يتبادلون المزحات ""البريئه"" مع الفتيات فتعلو الضحكات ويسود جو من الاخوه والمرح كما يدعوون .. وتدهس الغيره تحت الارجل .. فاختي اختك والجميع اخوه .. والكل سعداء
بالنسبه لجنى فالمشهد رتيب ممل يتكرر كل اسبوع .. اما ود فقد انبهرت بما رات .. فقد مضت سنوات طوال على اخر مره زارت فيها منزل العائله مع جنى
جالت عينيها في ترقب واخذت تبحث في سرها عن فارس الاحلام .. رائد
خيبه امل اطفات حماستها .. فلم تجده بين الحضور
بالنسبه لجنى فالشي الجديد هو ارتدائها للحجاب .. دخلت وقد بلل العرق يديها .. وارتجف قلبها الصغير .. فهي تعلم تماما ان خبر حجابها سوف يكون حديث المجلس اليوم .. ولن تسلم ابدا من التعليقات السخيفه .. وفي النهايه سوف ينقلب الموضوع باكمله ضدها ..ولانها تحمل بين تلك الضلوع قلبا ارق من نسائم الفجر .. فكلمات تخرج بغباء من افواه البعض تقع كالمطارق عليها .. لتحطمها الى الف قطعه ..
نظرت الى ود واطمئن قلبها .. فهاهي ود محجبه مثلها .. اذا لن تكون الغريبه الوحيده بين هذا الجمع الغفير .. سبحان الله بدأ الاسلام غريبا وسينتهي غريبا .. واصبح القابض على دينه كالقابض على جمره.. تنهدت والقت السلام ... تعلقت العيون بها !!!!
وعليكم السلام ورحمه الله ..
مزيج من نظرات الاستغراب والدهشه وحتى الانكار .. اخذ كل واحد ينظر الى الشخص الذي بجانبه وبدا الهمز واللمز من قبل حتى ان تجلس..
علا صوت ابيها " اهلا بقره عيني ... اهلا بحبيبه قلبي .. اهلا بابنتي .. نورت المجلس "
وسط نظرات الامتعاض ردت جنى باستحياء " اهلا ابي "
التفت السيد مازن الى ود التي تورات خلف جنى " مرحبا بود ... ما هذا يا فتاه .. هل حلفتي الا تدخلي هذا البيت .. "
ردت ود بابتسامه بعرض السماء ..
دقائق وبدات مراسم الاحتفال بحفل ميلاد السيد مازن .. ولكن احتراما لرغبته لم يكن هناك قالب كعك ولم تكن هناك شموع .. فهو بالكاد يرضخ لتقاليد العائله في تقديس اعياد الميلاد ولكن ليس لدرجه ان يجعل من نفسه اضحوكه كما يفعل البعض
التف الجميع حوله ... والشي الوحيد الذي يمكن سماعه في خضم هذه الفوضى "كل عام وانت بخير"
بدا الكل في تقديم الهدايا .. آثرت جنى ان تنتظر الى النهايه .. وبعد ان فرغ الكل .. تقدمت منه جنى
"ابي اعذرني .. حاولت ان اجد شيئا يليق بمكانتك في قلبي ولكني لم اجد .. عيناي على طبق من الماس لا تكفي يا حبيب قلبي .. لم ارد ان اهديك كالبقيه .. عطور واقلام .. "
قاطعها الكابتن مازن والدموع تملا عينيه " قره عيني انتي اجمل هديه رزقت بها "
قبلت جنى يديه وسلمته هديتها المتواضعه
فتحها السيد مازن على عجل وفي عينيه لهفه الاطفال ..لقد كانت هديه جنى عباره عن بوصله مزخرفه بطلاسم عجيبه ومطليه بالذهب.. تشبه تلك التي يحملها ابطال الكرتون .. لها سلسله يستطيع ان يعلقها في باطن الجاكيت .. وقد حفر في داخلها
" مهما ابعدتنا المسافات .. يظل قلبك دوما بوصله ترشدك الى اعماق روحي .. احبك ابي "
لم يتمالك السيد مازن نفسه وذرف قطرات من الدموع .. طوق جنى بذراعيه وطبع قبله على جبينها ..
هنا علا صوت عجوز شمطاء .. الجده ميمونه " يكفي هذا لليوم يكفي ... كم تحبين التمثيل ولفت الانتباه ايتها المدللة .. واخر صرعاتك الحجاب .. يالك من ماكره "
ابتلعت جنى كلمات جدتها .. فهي لا تريد ان تفسد فرحه ابيها .. اما هو فحاول ان يلطف كلمات امه ويستعمل حسه الفكاهي لانقاذ الموقف ولكنه فشل
فالكل يعرف ان الجده ميمونه تكره جنى اكثر من اي شيء اخر .. ويظل السبب مجهولا لصغار السن منهم ... اما الجيل القديم فيعرف الحكايه عن ظهر قلب ...
وجنى تاهت في مستنقع هذه العائله .. فلا شي حيرها كما حيرتها مشاعر جدتها نحوها
فقد قضت في حضنها اربع سنوات .. فتحت عينها على وجهها .. ورغم قسوتها الغير مبرره ومعاملتها الجافه طيله تلك السنوات عدتها جنى اما لها .. لكن كميه الحقد كانت فوق طاقتها .. فابتعدت رغما عنها .. وكرهتها رغما عنها .. رغم ان قلبها لا يعرف معنى الكره .. الا انها في كنف هذه العائله تعلمت الكثير .. وخرجت باقل الاضرار ..
.. بعد فتح الهدايا انفض المجلس .. وغنى كل على ليلاه ... دخلت جنى مع ود الى غرفه الفتيات والشبان .. وهنا قفز مؤيد في وجه جنى من حيث لا تدري
وقال بصوت عال وكانه يريد من الكل ان يسمع ما يقول
" هداك الله يا جنى ... ما سر هذا التطوع المفاجئ .. لقد كنت آتي خصيصا كل اسبوع لكي اراكي .. اما الان فساضطر الى النظر الى الوجوه العبوس القمطريره .طوال الوقت "
كانت هذه محاوله دنيئه من مؤيد لزياده الحطب على النار .. وزياده توتر علاقه جنى ببنات العائله..
فوجئت جنى بكلماته الوقحه .. والجم لسانها .. شعره بينها وبين البكاء ..
ولكن صوت زمجر من بعيد
" مؤيد ... واللله والله ان سمعتك تخاطب جنى بتلك الطريقه مره اخرى فلسوف تندم على اليوم الذي ولدت فيه "
التفت الكل الى مصدر الصوت الرنان ومن غيره انه رائد
تراجع مؤيد خطوه الى الخلف وتظاهر بانه يرتجف بطريقه مثيره للضحك في محاوله يائسه لحفظ ماء وجهه .. ولكنه كان خائف حقا من الداخل .. فرائد عندما يهدد فانه ينفذ تهديده على الغالب ..
تقدم رائد نحو جنى وود وقال وابتسامته الساحره تعلو شفتيه ...
" اعذري هذا المغفل وحسابه عندي عسير .. لا ينجو من يجرح احساسك بهذ السهوله"
ردت جنى بلباقه شكرا ... وبحركه خاطفه سحبت ود من يديها واختفت عن نظر رائد .. ولكن ود المغلوبه على امرها ظلت عيناها عليه
تمتمت جنى " هذا ما كان ينقصني .. رائد ينقذ اليوم .. ويدرج نفسه على لائحه ابطالي ... بالفعل هذا ما كان ينقصني "
لم تسمع ود كلمه مما قالت .. كانت هناك معه ..
اما رائد فقد تصاعد الدم الى راسه و دار حوار سوداوي في نفسه " مالذي تريده بالضبط هذه المغروره .. من تحسب نفسها .. كل الفتيات يتمنين نظره مني .. وتلك الغبيه تحسب انها احسن منهن جميعا .. وربي يا جنى ساحطم عنجهيتك واجعلك تاتين الي زاحفه راجيه "
رائد من الشباب اللذين لا يتحملون فكره الرفض من قبل اي فتاه .. ورفض الفتاه لا يزيد الا من اصرارهم على الحصول عليها ...
انتبه رائد الى عين ود التي تتبعه اينما تحرك .. وبما انه شاب له باع طويل في مجال الحب والضحك على الذقون .. ادرك سريعا ان ود ماهي الا مراهقه حالمه وقعت في بحر هواه ...
لمعت عيناه ...
وبادل نظرات ود الخجوله بنظرات متصنعه جريئه تحمل بين طياتها اعجاب مغلف بالسم ونيه سوداويه .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
فوشيــآ




انثى عدد الرسائل : 39
الموهبة : 6
تاريخ التسجيل : 24/06/2008

احم احم .. Empty
مُساهمةموضوع: رد: احم احم ..   احم احم .. Emptyالإثنين أكتوبر 06, 2008 11:22 pm

طرقت جنى باب ابيها ... انتظرت لثواني
............
لم يجبها .. " لابد انه مازال نائما"
دخلت الغرفه بهدوء وتسللت على اطراف اصابعها .. حتى وصلت الى سريره الخشبي الضخم
كان يغطي وجهه وجسمه كله بالغطاء .. كانت تلك طريقته في النوم ..
سحبت الغطاء عن وجهه برقه .. ضحكه افلتت منها .. لقد كان السيد مازن متعبا من ليله البارحه ..
فلقد طال الاحتفال حتى ساعات الفجر الاولى
كان منظره مضحكا .. ينام بعمق كالاطفال .. و يشخر كدب في سباته الشتوي
همست جنى بدلال " أبي كفاك نوما .. هيا استيقظ .. اريد ان اجلس معك .. لم اتحدث معك منذ مده "
لم يحس السيد مازن بها ولم يسمع اي كلمه قالتها
ومازال يشخر
اقتربت جنى من اذنه " ابي ابي ابي "
هنا فتح السيد مازن عينيه بصعوبه .. ونظر اليها
"صباح الخير .. يا ابنتي "
"اي صباح قل مساء الخير .. الساعه الثانيه ظهراً .. هيا هيا .. قم واغسل وجهك .. انا بانتظارك في غرفه الطعام "
.......
في غرفه الطعام كانت جنى تحدق في الفراغ
وقد امتدت امامها مائده فاضت بما لذ وطاب .. انواع متعدده من الاجبان .. والبيض قد طهي بكل الطرق ..والمربى بانواعها.. وعصير الليمون .. والفرواله والبرتقال ...... والوان الطيف
كل هذا كان فطورا لشخصين.. حاولت جنى تصفيه ذهنها .. فهي لا تريد ان تشغل بالها باي شي اليوم .. لا تريد ان تفكر باحد ..
دخل السيد مازن .. فاسرعت جنى نحوه وقبلت يده ..
وعلى مائده الطعام .. اخذا يتحادثان عن ليله البارحه .. ولم يدع السيد مازن احدا في حاله
"هل رايت ذلك المدعو غسااان ؟؟ كانه قطه رات لتوها اسدا هههههههههههه ... ما هذا الشعر ..والله لقد حسبت انه اسبوع الشجره "
"او عزوز.. والله رغبت في ان ارفع له بنطاله ... كاد ان يسقط اكتر من مره "
" ونسرين .. لقد احترقت ..و فتون .. و ... و ,,, و"
اخذت جنى تضحك من كلامه حتى سالت الدموع من عينيها
لم تكن من عاده السيد مازن ان يسخر من احد .. ولكنه كان يحاول دوما ان يضحك جنى بشتى الطرق .. فضحكتها تبعث فيه الحياه ..
لحظه من الصمت خيمت بعد الضحك المتواصل ... نظر السيد مازن نظره في عين ابنته
نظره كانت كفيله باخذه عشرون سنه الى الوراء
هناك الى فرنسا ...
-----


@@@
في قمره القياده جلس مازن بجانب الكابتن اسامه .. في رحله وجهتها الى فرنسا . كان مازن آنذاك في الرابع والعشرون من عمره .. لم يكن وسيما كما اسلفت ... ولكنه كان محبوب أينما حل .. بحس فكاهته المفرط .. ولطافته الاستثنائيه .. وابتسامته العريضه التي تسبقه ... عشعش في النفوس ... وامتلك قلوب الجميع .. واحبه الصغير قبل الكبير ..
كان يعشق السفر والتعرف على الحضارات . ومخالطه الناس على اختلاف السنتهم .. لذا كان المستحيل ان يرضخ لرغبه والديه باللحاق بابيه وبقيه اخوته ودخول عالم التجاره .. ومساعده والده في اداره ثروته الضخمه .. وسلسله الشركات التي توزعت في انحاء المملكه.. فقرر ان يمسك بالعصا من المنتصف ..يرضي كلا الطرفين .. فدرس الطيران في الاردن مباشره بعد تخرجه من الثانويه ... وفي لمح البصر وبفضل اسم ابيه الرنان عين مساعد كابتن في الخطوط الجويه السعوديه .. وكلما سنحت له الفرصه قفز الى المقر الرئيسي لشركه ابيه .. يساعد ويتعلم .. ويرضي اباه ..
رغم ندره تواجده بين اروقه الشركه .. الا انه برع في كل مهمه اسندت اليه .. وكان نجاحه منقطع النظير.. مما جعل أباه يعول عليه كثيرا .. اكثر من اخوته الذين يستنزفون كل طاقتهم ووقتهم في خدمه الشركه ..
.......
اعلن الكابتن اسامه وصول الرحله الى الاراضي الفرنسيه وحطت الطائره على ارض المطار الباريسي .. من بين مئات البلدان التي زارها مازن منذ نعومه اظافره .. كان لباريس مكانه خاصه في قلبه .. فهي تسحره باناقتها المفرطه .. يراها كانثى بديعه الحسن .. اغترت بما تمتلكه من مفاتن .. فسلبت العقول ..
كان يحلو له ان يصعد الى قمه برج ايفيل .. حيث ينسى نفسه في مراقبه تلألأ اضواء الحسناء التي لا يغمض لها جفن .. ورغم جلافه طبع سكانها الا ان مازن بمرحه يجتاز كل الحصون والجدران الجليديه تذوب امام ابتسامته .. مما يجبر الجميع على مبادلته الابتسام ..
....
اسرع من المطار الى الفندق .. وماهي الا سويعات قليله قضاها في الفندق يستعيد فيها نشاطه حتى انطلق يسبر اغوار العاصمه الفرنسيه .. فامامه خمسه ايام فقط .. وعليه ان يعوض ما فاته منذ اخر مره زار فيها باريس قبل ثلاثه اشهر
كان الوقت عصرا.. اخذ مازن يمشي على غير هدى .. يفكر في حياته .. يفكر بكلام امه الذي ما فتئت تردده على مسامعه
"مازن اما آن لك ان تستقر .. لم يصل احد من اخوتك الى سنك هذا من غير ان يتزوج .. لم لا تستطيع ان تكون مثلهم وحسب "
"امي حبيبتي .. لست مستعدا الان لاكون مسؤول عن عائله "
" من ناحيه السكن فسوف تسكن معنا .. حالك حال بقيه اخوتك ..والمال ليس بمعضله ابدا وكلانا يعلم هذا "
" لكني لم اجد المراه المناسبه بعد "
هنا تصاعد الدم الى راس السيده ميمونه ... وتحولت نبرتها الهادئه الى صراخ
" كم من مره تناقشنا حول هذا الموضوع .. لن تتزوج الا ابنه خالك داليا .. لم تحب ان تثير اعصابي .. حسبي الله ونعم الوكيل .. يالك من شاب عاق "
بدات تكح بعنف .. اسرع مازن واحضر لها كوب من الماء البارد .. حتى هدات
ظل صامتا مطأطأ راسه
قالت بنبره مهدده" اسمعني جيدا .. سوف نذهب لخطبه داليا بعد ان ترجع من رحلتك هذه .. فهمت ؟؟ "
اومأ بالايجاب حتى لا يفتح على نفسه ابواب جهنم .. ولكنه اضمر في نفسه العصيان
" مستحيل ان اتزوجها مستحيل"
انتبه مازن ان كان يحدث نفسه بصوت مرتفع .. عندما التفتت اليه تلك العجوز وكانه مجنون .. اعتذر اليها بلباقه واكمل طريقه .. لقد شارفت الشمس على المغيب وقد انهكه التعب .. وقد قادته قدماه الى مكان لم يسبق له ان قدم اليه ..
شارع باريسي انيق .. مزدحم بعض الشيء وعلى جنباته يقف الرسامون .. يحاولون كسب قوت يومهم برسم الماره من السواح او المواطنين..واصل المشي .. والنظر الى اللوحات المنتشره على الرصيف ..فالفن يستهويه .. ولامانه لديه من اقتناء عشرات اللوحات البديعه والوقف امامها لساعات ......... وهناك رأها
انجليكا .. فتاه في السابعه عشره من عمرها .. رقيقه كسحابه بيضاء.. اضاف الفقر سنوات الى ملامح وجهها ..
عيناها صغيرتان امتلئت بالخضره .. وشعرها كاشعه الشمس الذهبيه .. مكتنزه الشفتين... تميزها عظمه وجنيتها البارزتين .. كانت ترتدي ملابس بسيطه ..تنوره سوداء قصيره تصل الى ركبتيها .. وبلوزه بيضاء .. تلطخت ببعض الالوان ..
لم تكن بارعه الجمال .. قد راى مازن من هن اجمل منها بكثير .. ومع ذلك لم يستطع ان يشيح بنظره عنها ... وقف يحدق فيها ببلاهه .. لقد كانت منهمكه برسم شيئا ما .. لم تنتبه حتى الى وجوده ..
في تلك اللحظه تمنى مازن لو ان الزمن يتوقف .. لو انه يستطيع ان يتامل في وجهها الملائكي الى الابد .. لم يستطع حمل نفسه على المضي قدما في طريقه .. كما لم يستطع ان يقترب منها ..
مضت عده دقائق وهو على هذه الحال ..
واخيرا احست انجليكا بان هناك من يحدق بها .. فنظرت مباشره الى عينيه .. وابتسمت .. فابتسم كل شي فيها .. حتى تلك النافذتين الخضراوتين ..
وهنا اصابت انجليكا مازن في مقتل .. اخذ جسمه بالارتعاش.. حاول ان يلقي التحيه .. لكن الكلمات خانته .. وقف متصلبا في مكانه .. ولاول مره منذ ان رات عينا مازن النور لا يستطيع الابتسام .. او حتى الكلام .. وكانما قد ُشل .. احس بان دهرا قد مر عليه وهو على هذه الحال ..
تحولت ملامح الفتاه المبتسمه الى قلق .. تركت ما بيدها واقتربت منه ..
اخذت نبضات قلبه بالتسارع مع كل خطوه خطتها في اتجاهه .. حتى اصبح وجهها في وجهه
"يالهي كم هي جميله " ..
وضعت يدها على كتفه .. وسالته بانجليزيه ركيكه
" سيدي.. هل انت بخير "
واخيرا استعاد مازن رباطه جشأه ..
ورد " انا بخير "
وهنا انحلت عقده لسانه وبدا بالحديث .. دعته بمرح ليرى بعضا من لوحاتها .. فاستجاب للدعوه بكل امتتنان ..
كان منظرهما مثيرا للضحك وهما يحاولان
التواصل مع بعضهما ... فانجيليكا تتحدث اللغه الانجليزيه بالقدر الذي يمكنها من التعامل مع السواح الاجانب .. ومازن يتحدث اللغه الفرنسيه بالقدر الذي يخدمه في المطار والمطاعم ..ومع ذلك حاول كل واحد منهما فهم ما يعنيه الاخر بكل قوه ..
طلب منها مازن ان تبدا برسمه ..على ان لاترسمه في جلسه واحده .. ومع ان انجليكا استغربت من هذا الطلب .. حيث ان جميع الزبائن يطلبون ان تنتهي اللوحه في جلسه واحده وفي اقصر وقت ممكن .. حتى لا يضيعوا وقتهم الثمين في فرنسا مع رسامه مضموره تحاول ان تضيف الحياه على ملامحهم الكئيبه.. الان انها رحبت بالفكره .. وباشرت على الفور بالمهمه ..
جلس مازن امامها .. واخذ يراقب تلك الغابات الخضراء التي اختبئت خلف عينيها .. اما هي فكانت تنظر اليه من الحين الى الاخر ثم تعود الى لوحتها ..
فقد مازن الاحساس بالوقت تماما .. حتى تذكر موعده مع الكابتن اسامه فقد اتفقا على ان يسهرا سويه هذه الليله
نظر حوله .. لقد خلى الشارع من الماره .. وخيم الظلام .. لم يبقى الا هو وانجليكا وبعض رسامين هنا وهناك ..
تساءل في نفسه " يالهي لم احس بالوقت ابدا .."
في خلال تلك الساعات عرف مازن عن انجليكا الكثير .. فهي فتاه في السابعه عشره من عمرها .. تعيش مع والدها .. وهو رجل بسيط يعمل في احدى المصانع .. اجبرتها الظروف الماديه القاسيه على ان تترك دراستها .. حتى تعين اباها على مصاعب الحياه .. تعمل في الصباح كنادله .. وعند انتهاء عملها تستغل موهبتها لكسب حفنه من المال ..
طلب منها مازن بلباقته المعهوده ان تتوقف اليوم عن الرسم على ان تكمل اللوحه غدا في نفس الموعد.. ومن ثم طار الى المكان الذي سيلتقي فيه باسامه ..
ولكنه ترك عقله وقلبه وكل غال عند تلك الساحره ..
........
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
فوشيــآ




انثى عدد الرسائل : 39
الموهبة : 6
تاريخ التسجيل : 24/06/2008

احم احم .. Empty
مُساهمةموضوع: رد: احم احم ..   احم احم .. Emptyالإثنين أكتوبر 06, 2008 11:24 pm

في صباح اليوم التالي كان مازن انشط من اي وقت مضى .. مع ان النوم لم يداعب عيناه منذ البارحه
.. كان الحماس يتقد في نفسه .. اخذ يعد الساعات التي تفصله عن رؤيه ذلك الملاك .. ولان شعره هي ما كانت تفصله بينه وبين الجنون .. حاول ان يلهي نفسه باي شي بكل شي .. مر الوقت بطيئا .. وما ان شارف موعد انتهاء انجليكا من عملها .. حتى سابق مازن الريح .. ووصل قبلها .. فوجئت انجليكا بذلك .. لم يهتم احدا من زبائنها باحترام المواعيد لانهم ينظرون اليها نظره دونيه في المقام الاول ..
بدات في رسمه ورمقه بالنظرات الاحترافيه .. كانت تبدو جاده ..
هي عذبه بكل الاوضاع ... عندما تعبس وتقطب حاجبيها .. عندما تنهمك بكل جوراحها في الرسم .. عندما تذوب الريشه بين اصابعها .. عندما تتفرس في ملامحه .. عندما تبتسم .. كل تلك الافكار كانت تدور في راسه ..
تمكن التعب من انجليكا وبدات رقبتها في التصلب .. اخذت تحركها يمينا ويسارا .. قفز مازن من كرسيه .. "لنتوقف اليوم "
"لالا لاباس استطيع ان اكمل "
" يكفي هذا لليوم .. نكمل غدا "
" احقا تريد ان تضيع اكثر من يوم معي ؟؟"
" ولكني استمتع جدا بقضاء اليوم معكي ... "
ابتسمت في خجل
" ماذا لو دعوتك للعشاء ,, اتقبلين دعوتي ؟؟"
اندهشت انجليكا من طلبه .. ولكن الفضول قتلها .. فهي تريد ان تعرف سر الاهتمام .. احساساً من داخلها اخبرها بان مازن ليس كبقيه الرجال الذين مروا عليها .. احست بان مراده ليس الجسد فهو لم يحاول حتى لمس يدها .. بل تجنب ذلك قدر المستطاع .. ولكن الطريقه التي كانت تشع بها عينيه ما ان تلتقي عيناها .. اخبرتها بان وراء مازن سر .. ارادت ان تعرفه ..
" حسنا .. ولكن يجب ان اتصل على ابي واخبره حتى لا يصيبه القلق "
تنفس مازن الصعداء .. فرحه عارمه اجتاحته .. "لقد وافقت .. لقد وافقت "
حاول قدر الامكان ان يسيطر على مشاعره وفرحته الطفوليه
اخذها مازن الى احد افخر المطاعم الباريسيه .. مشت انجليكا بمحاذاته .. تحدق كالبلهاء في سقف المطعم الذي ازدان بالثريات ..
" اعتدت دوما ان امر من امام هذا المطعم ولكني لم احلم يوما بدخوله "
نظر اليها وقد اعتصر قلبه منظرها .. " يالها من مسكينه .. لم تعرف من مباهج الحياه شيئا"
اخذ مازن على نفسه عهدا ان يجعل يومها هذا يوما لا ينسى
قالت ببراءه " مازن هل تستطيع تحمل تكلفه مطعم كهذا"
" انجليكا لاتقلقي ابدا .. اطلبي كل ما تقع عليه عيناك "
ضحكت انجليكا حتى اختفت عيناها ..
في تلك الليله لم تتوقف انجليكا عن الضحك .. احست بالسعاده الغامره .. احست بان هناك من يكترث لوجودها .. من يهتم لامرها .. احست بحب مازن .. وفي الحقيقه لم يكن مازن ماهرا في اخفاء مشاعره ..وفي نهايه الليله اصر مازن على ايصالها .. وليته لم يفعل
فقد راى المكان الذي كانت تعيش فيه تلك الفراشه .. حي شعبي فقير ... ومنزل صغير عاف عليه الزمان .. فانفطر قلبه ... وتعذب لفكره معاناه هذه الورده فهي في نظره تستحق العيش في قصر مترامي الاطراف .. يقوم على خدمتها الف خادم وخادم ..
وقف الاثنان ام باب منزلها الخشبي ..
ونهايه الموعد الغربي يقتضي ان تكون القبله مسك الختام .. ولكن مازن مهما تحرر من عادات بلده يظل في النهايه رجل شرقي .. تمنى لها ليله سعيده .. وادار ظهره ومضى قدما .. صدمت انجليكا من تصرفه ..
ولم يحس الا بيد امسكته من كتفه .. فالتفت .. قبله ناعمه طبعتها انجليكا على خده .
" شكرا مازن .. لن انسى هذه الليله ما حييت "
سارعت بالدخول الى منزلها قبل ان يفتح مازن فمه بكلمه .. وقف مذهولا .. " هل قبلتني للتو ؟؟"
هذه المره لم يشعر مازن برجليه .. ولم يعلم كيف استطاع الوصول الى الفندق ذلك اليوم .. ولم يعلم لماذا لم يخرج قلبه من صدره ؟؟
مضت الايام الخمسه بلمح البصر ولم يشعر مازن بنفسه الا وهو يودع انجليكا التي امتلئت عيناها بالدموع .. حاولت بصعوبه اخفاءها .. احمر وجهها ..طوقت بذراعيها رقبته .. في خمسه ايام تعلق قلبها به .. احست فيه الاخ والاب والصديق وحتى الحبيب ...ربما لانها عاشت في مجتمع يقدس الماده والجسد .. وفجأه ظهر انسان في حياتها احبها لذاتها .. .فرت دمعه من عينيه ووعدها ان يعود
.....
لم يمضي يوما في حياه مازن احس فيه بالكابه لهذه الدرجه .. لم يرغب في العوده ابدا .. لماذا يعود وهو لم يحس بطعم الحياه الا من خلال تلك الورده .. لماذا يعود وقد ترك روحه تحوم حولها ..لماذا يعود الى وطنه حيث تنتظره امه .. لتنفذ مؤامرتها وتزوجه بداليا .. ابعد ان وجد ما كان يبحث عنه طيله حياته يساق ذليلا الى امراه اخرى؟؟ .. لم يتوقف للحظه عن التفكير بكل ذلك .. انجليكا داليا امه .. كاد راسه ان ينفجر .. ولاحظ الجميع صمته العجيب
.....
حطت الطائره على ارض مطار جده .. كانت الساعه تشير الى الواحده بعد منتصف الليل .. تسلل مازن الى غرفته .. كانت امه تغط في نوم عميق .. لم يرغب برؤيتها .. حاول عبثا ان يخلد الى النوم .. ولكنه تقلب على فراشه كما لوكان جمره .. واخيرا ارسلت الشمس خيوطها الذهبيه معلنه اشراقه يوم جديد ..نهض مازن من فراشه قبل ان يستيقظ اهل البيت وتوجه الى المطار .. طلب اجازه لمده اسبوعين .. وحجز لنفسه مقعدا على اول طائره متجهه الى فرنسا .. امضى وقته في المطار حتى حان موعد رحلته .. لم يكلف نفسه عناء مهاتفه امه .. لقد كانت انجليكا هي كل ما يشغل تفكيره ..مالذي يفعله؟؟ لم يكن مازن يوما شخصا رومانسيا حالما .. ولم يعتقد للحظه انه من الممكن ان يقع في الحب بهذه السهوله ... اذا لماذا لم يطق فراق انجليكا .. لماذا يحس بان الدنيا كلها ضاقت عليه لحظه الوداع ..
لم يضيع مازن وقته ابدا .. خرج من المطار يبحث عنها .. توجهه الى المكان الذي راها فيه لاول مره .. ولكنه لم يجدها في تلك البقعه حيث اعتادت ان تخط بانامها الرقيقه اجمل اللوحات ..
اصابه القلق .. وقادته قدامه تلقائيا الى منزلها ..
طرق الباب بعد تردد وحسابات ..
فتح له الباب رجل مسن .. عبوس الوجه .. من الواضح انه والدها
" مرحبا .. "
"مرحبا .. بماذا يمكن ان اخدمك ؟؟"
" انجليكا .. هل هي موجوده ؟؟"
" ومن تكون ؟؟"
" اخبرها ان مازن يريد التحدث معها "
اتسعت عينا الرجل " انت مازن ؟؟؟ مالذي فعلته بصغيرتي "
عقدت الدهشه لسان مازن .. هل يعرفني والدها .. هل حدثته عني .. مالذي حدث لها ؟؟
" ارجوك اريد رؤيتها"
"اجل اجل .. تفضل "
لم يرى مازن ابسط من هذا المنزل .. اثاث بسيط .. وجدران متصدعه ..
ماهي الا اجزاء من الثانيه حتى راى انجليكا .. بشعرها الغجري .. وبجامتها الورديه .. تسرع الخطى نحوه .. وقد امتزجت ملامحها بين فرحه .. وقلق
احتضنته .. وهمست " مالذي اتى بك .؟؟ الم تغادر "
لم تستطع اكمال كلامها فقد اختنقت بالدموع ..
ابعدها مازن عنه بلطف .. واخبرها انه عاد من اجلها وانه سيمضي اسبوعان معها
وكعاده اللحظات السعيده تمر سريعا .. نسى مازن نفسه ونسى التزاماته وما وعد به امه
استغل كل دقيقه في اغتراف الحب من بحر انجليكا ..
لن ينسى ذلك اليوم الى ان يموت .. يوم كانت تتأبط ذراعه ومن ثم وضعت راسها على كتفه ..
" انجليكا .. هل تقبلين الزواج بي "
تركت ذراعه على الفور واصابها الهلع .. احس مازن بانه اخطأ .. كانت نظراتها عجيبه ..
" ارجوك مازن لا تفطر قلبي "
" وماذا قلت لافطر قلبك .. انجليكا انا احبك واريد الزواج بك .. صدقيني هذا اقصى ما اتمنى ..
سوف احافظ عليكي كما لو كنتي عيناي .. لا استطيع ان ارجع الى السعوديه من دونك .. اريدك زوجه "
كلمات اخذت انجليكا الى ما فوق السحاب .. لم تملك بعدها الا ان توافق ..
تزوج مازن بانجليكا في فرنسا وبمباركه والدها .. على الرغم من انه كاثوليكي متعصب .. الا ان سعاده ابنته كانت فوق كل اعتبار .. بالاضافه الى ان مازن سيوفر لها الحياه الكريمه
و




حان موعد الرجوع ..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
فوشيــآ




انثى عدد الرسائل : 39
الموهبة : 6
تاريخ التسجيل : 24/06/2008

احم احم .. Empty
مُساهمةموضوع: رد: احم احم ..   احم احم .. Emptyالإثنين أكتوبر 06, 2008 11:26 pm

تعبت دحين وانـآ انزّل ..

إن شـآء الله الـ تكملة جآية ..

بس الآن الوسـآدة تنـآديني ..

وانا في شغف في رؤية مـآهو آت منكم ..

ودي لكم ..

فوشيــآ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ورد الجنة




انثى عدد الرسائل : 18
المدينة : مكة المكرمة
الموهبة : اللعب
مزاجي : احم احم .. 7e9e79d7b7
تاريخ التسجيل : 04/05/2008

احم احم .. Empty
مُساهمةموضوع: رد: احم احم ..   احم احم .. Emptyالأربعاء أكتوبر 08, 2008 7:26 am

قصة راااااااائعة .....ومتحمسين لقراءة الباقي
الى الامام ...فوشيا احم احم .. 88278
تحيتي لك واحترامي احم احم .. 990413
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
احم احم ..
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: ¨°o.O الادبيات O.o°¨ :: القصص والروايات-
انتقل الى: